أعلنت السلطات المصرية، الأحد، وصول حاملة المروحيات “ميسترال” إلى ليبيا، للعمل كمستشفى ميداني لدعم متضرري الإعصار، في خضم المساعدات التي قدمتها القاهرة منذ بداية تلك الكارثة الإنسانية.
أعلنت السلطات المصرية، الأحد، وصول حاملة المروحيات “ميسترال” إلى ليبيا، للعمل كمستشفى ميداني لدعم متضرري الإعصار، في خضم المساعدات التي قدمتها القاهرة منذ بداية تلك الكارثة الإنسانية.
وقال بيان إن ذلك “يأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باستمرار تقديم الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية لدولة ليبيا”.
وقال مراقبون وخبراء عسكريون لـ”سكاي نيوز عربية”، إن إرسال حاملة الطائرات “ميسترال” في أول مهمة رسمية لها، إلى ليبيا، له دلالة كبيرة، نظرا للتجهيزات الكبيرة التي تتمتع بها، وللمساعدة بشكل أكبر في إغاثة المتضررين من الأزمة الراهنة.
يأتي ذلك في الوقت ارتفعت حصيلة ضحايا فيضانات مدينة درنة في شرق ليبيا إلى 11300 قتيل، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، في حين قدّرت السلطات الرسمية والمنظمات الدولية وجود 10 آلاف في تعداد المفقودين إلى الآن مع تكثيف الجهود للعثور عليهم.
مواصفات خاصة “ميسترال”
تمتلك مصر حاملتي مروحيات من طراز (ميسترال)، تسلمت الأولى منها التي تحمل اسم “جمال عبد الناصر”، في يونيو من العام 2016، ثم الثانية “أنور السادات”، في سبتمبر من نفس العام، من فرنسا، ضمن صفقة بلغت قيمتها مليار دولار.
تبلغ إزاحة السفينة حوالي 21.5 ألف طن، وهي ذات قدرة على نقل 16 مروحية ثقيلة هجومية، أو 35 مروحية خفيفة.
إضافة لنقل 70 مركبة قتالية، متضمنة 13 دبابة قتال رئيسية أو 40 دبابة، بخلاف 450 فردا بشكل رئيسي.
تشمل 4 مركبات “إنزال برمائي مُتخصصة”، تقوم بنقل الأفراد والمركبات من السفينة إلى الشاطئ والعكس.
تحتوي ميسترال على مستشفى بحري منتشر على مساحة 900 متر مربع، يستوعب غرفتي عمليات، ملحق به غرفة أشعة مزوّدة بأحدث جيل من الماسحات الإشعاعية لعمليات المسح الإشعاعي.
كما يتضمن المستشفى عمليات التصوير بالموجات فوق الصوتية، وقسم خاص بالأسنان، و20 غرفة للمرضى، و69 سريرا طبيا منها 7 أسرّة مخصصة للعناية المركزة.
وتضم مركز قيادة مُخصص على مساحة 850 مترا، يمكن أن يستوعب حتى 150 فردا من أفراد القيادة والأركان.
يحتوي مركز القيادة على نظام المعلومات التكتيكي البحري المتطور جدًا والمسؤول عن جمع المعلومات من كل مستشعرات السفينة لإدارة المعارك، وأنظمة الاتصال بالأقمار الصناعية مما يهيئ مناخًا متكاملًا لأعمال القيادة.
يوجد بها رادار المسح الجوي والبحري ثلاثي الأبعاد متعدد المهام، قادر على القيام بمهام البحث والتتبع والتعريف والتصنيف لكافة الأهداف الجوية والبحرية وتحديد الأهداف للأسلحة، ويمتلك قدرة مقاومة التشويش الإلكتروني المُكثّف، ويُمكنه رصد الأهداف ذات المقطع الراداري المنخفض كالصواريخ الجوالة.
يمكن البقاء بالبحر حتى 70 يوما بالإبحار باستخدام السرعات المحدودة.
تتضمن مهام السفينة الحربية طراز ميسترال: القيام بعمليات الإنزال البحري، تنفيذ أعمال النقل البحري الإستراتيجي، القيام بمهام الإخلاء وتقديم أعمال الدعم اللوجيستي للمناطق المنكوبة، العمل كمركز قيادة مشترك بالبحر، وإدارة أعمال البحث والإنقاذ للأرواح بالبحر.
رسالة مصرية
واعتبر رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، اللواء نصر سالم، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن ما تقوم به مصر تجاه ليبيا هو رسالة تأكيد على مصيرهما المشترك، فهذا واجب القاهرة القومي تجاه أشقائها، خاصة أن ما القرارات التي اتخذها الرئيس المصري تعد تعبيرًا عن شعور الشعب بأكمله.
وأضاف: “مصر لديها خبرات سابقة في مجال الإغاثة، وبالتالي سارعت إلى تقديم المساعدة على الفور إلى الأشقاء في ليبيا بعد التنسيق مع السلطات الليبية، فسرعان ما توجه رئيس أركان الجيش الفريق أسامة عسكر؛ لتنسيق تقديم كافة أوجه الدعم لمواجهة التداعيات المترتبة على الإعصار، وفتح جسر جوي لنقل الدعم اللوجستي بدأ بـ 3 طائرات عسكرية تحمل مواد طبية وغذائية و25 طاقما للإنقاذ”.
وبشأن دلالة إرسال حاملة المروحيات “ميسترال” إلى ليبيا، أوضح “سالم” أنه كان لافتا في بداية تلك الأزمة التوجيه بتجهيز “ميسترال” للعمل كمستشفى ميداني، خاصة أنه يدخل ضمن تجهيزها الرئيسي وجود مستشفى ميداني، كما أنها قادرة على حمل الكثير من مساعدات ومعدات البحث والإغاثة، وتكمن أهميتها في سرعة نقل تلك المساعدات عبر البحر، دون أي أعباء على السلطات الليبية في ظل الظروف الراهنة.
المصدر : سكاي نيوز
المزيد
1