اضطر أكثر من 80 في المئة من سكان أحياء “الكلاكلات” الواقعة جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، لإخلاء مساكنهم والفرار إلى وجهات مختلفة، وسط صعوبات بالغة في وسائل النقل، وذلك مع احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع الذي دخل يومه السبعين.
أوكسيجن كندا نيوز
اضطر أكثر من 80 في المئة من سكان أحياء “الكلاكلات” الواقعة جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، لإخلاء مساكنهم والفرار إلى وجهات مختلفة، وسط صعوبات بالغة في وسائل النقل، وذلك مع احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع الذي دخل يومه السبعين.
وأدى القتال الذي اندلع في منتصف أبريل إلى مقتل أكثر من ألفي مدني حتى الآن، لكن تقارير تشير إلى أن الرقم قد يكون أكبر من ذلك بكثير، في ظل صعوبة نقل الجثامين للمستشفيات.
وقالت منظمات حقوقية إن معظم الضحايا المدنيين يسقطون، جراء القصف الجوي والأرضي العشوائي المستمر في عدد من الأحياء السكنية في مناطق مختلفة بالخرطوم.
وخلال الأسابيع الأخيرة؛ تزايد القلق بين المدنيين، الذين اضطر مئات الآلاف منهم للفرار، تاركين بيوتهم وممتلكاتهم، وسط أوضاع إنسانية معقدة، في عدد من مدن البلاد التي نزح إليها سكان العاصمة.
ماذا يقول سكان في “الكلاكلات”؟
كانت “الكلاكلات” من الأحياء القليلة التي صمد معظم سكانها في بيوتهم خلال القتال، بل واستقبلوا فيها خلال الشهرين الماضيين آلاف الأسر الفارة من أحياء أخرى.
وبالرغم من ذلك، فإن حالة من الرعب انتابت السكان جراء القتال العنيف حول معسكر قوات الاحتياطي المركزي المتاخم لهم، والذي استمر 3 أيام وانتهى بسقوط المعسكر الاستراتيجي في يد قوات الدعم السريع.
وقال حسن صلاح، وهو من سكان المنطقة، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “البقاء في هذه الأحياء أصبح صعبا جدا، في ظل الاشتباكات العنيفة والقصف المستمر، الذي أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين”.
من جانبه، قال عادل حسن، وهو من سكان منطقة الحاج يوسف، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الأحياء السكنية أصبحت تشهد هجمات جوية وأرضية متكررة خلال الأيام الماضية، مما أدى إلى تزايد عدد الضحايا بين المدنيين”.
كما أشار إلى وجود “الكثير من الضحايا تحت أنقاض عشرات المباني السكنية والخدمية التي تعرضت للقصف”، لافتا إلى أن “قائمة الضحايا ضمت أطفالا ونساء وطاعنين في السن وشباب”.
وبعد أن كان القتال محصورا خلال الأسابيع الأولى في مناطق التجمعات العسكرية والمنشآت الاستراتيجية، فقد شهدت الفترة الأخيرة تحولا ملحوظا نحو استهداف المناطق السكنية والمدنية، مما أدى إلى زيادة حدة النزوح من العاصمة.
وقالت تقارير غير مؤكدة، إن “70 في المئة من سكان الخرطوم، البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، غادروها بالفعل إلى مناطق داخلية أكثر أمنا، أو إلى خارج البلاد”.
خطر متزايد يضغط على المستشفيات
وبالتوازي مع المعاناة الأمنية، يعيش سكان الخرطوم أوضاعا معيشية معقدة للغاية، إذ تتسع بشكل يومي ظاهرة تناقص السلع الغذائية ومياه الشرب والكهرباء، مع توقف معظم سلاسل الإمداد.
كما يعيق نقص السيولة، قدرة السكان على الحصول على احتياجاتهم اليومية.
يأتي هذا في ظل أزمة صحية حادة تعاني منها البلاد، تتمثل في:
تزايد في الآثار الكارثية والمخاطر اليومية على المدنيين نتيجة الاشتباكات وإطلاق النار الكثيف والقصف الجوي، الذي يستهدف مناطق سكنية ومرافق حيوية، وفق بيان صادر عن غرفة طوارئ منطقة الكلاكلات وجنوب الخرطوم.
أدى ذلك إلى زيادة الضغط على المستشفيات العاملة، رغم قلتها، وسط شح كبير في الأدوية والأجهزة الطبية والكهرباء؛ ونقص ملحوظ في الكوادر الطبية.
استقبلت المستشفيات القليلة العاملة في المنطقة، أكثر من ألف مصاب وقتيل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وفقا لإحصائيات أولية صادرة عن منظمات مستقلة، فقد بلغ عدد القتلى المدنيين نحو 20 قتيلا، من بينهم أطفال؛ كما أحصيت أكثر من 400 إصابة خطيرة.
ماري جندي
المزيد
1