تتأهب تركيا لعملية إعادة إعمار واسعة، قد تنتهي خلال عام، وفق معايير جديدة صارمة، لتفادي تكرار كارثة زلزال 6 فبراير، بينما تتعالى أصوات متخصصين تحذر من “التسرع” في البناء.
أوكسيجن كندا نيوز
تتأهب تركيا لعملية إعادة إعمار واسعة، قد تنتهي خلال عام، وفق معايير جديدة صارمة، لتفادي تكرار كارثة زلزال 6 فبراير، بينما تتعالى أصوات متخصصين تحذر من “التسرع” في البناء.
وبدأت الحكومة العمل التمهيدي لبناء مساكن لمن شردهم الزلزال، وقال وزير البيئة والتوسع الحضري، مراد كوروم، إن أعمال الحفر تجري في بلدتي نورداغ وإصلاحيه بولاية غازي عنتاب لبناء 855 منزلا مبدئيا.
ويأتي العمل بعد أقل من 3 أسابيع من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وما تلاه من هزات ارتدادية، وقتل أكثر من 50 ألفا وأصاب 100 ألف في تركيا وسوريا.
ووفق السلطات، فإن 173 ألف مبنى، بما فيها 534 ألف مسكن، إما انهارت أو تضررت بشدة.
أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرسوما يُمكِّن الأفراد والشركات والمؤسسات من بناء منازل ومكاتب، والتبرع بها لوزارة البيئة، التي بدورها تمنحها للأشخاص الذين فقدوا منازلهم أو أعمالهم.
وقال مراد أوزجان من بلدية هاتاي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه عقب الزلزال أصدر أردوغان مرسوما ببناء 200 ألف وحدة سكنية للمتضررين، وتم تشكيل لجنة عليا برئاسته وضعت المعايير لإعادة البناء.
وبحسب أوزجان، فقد تم العمل بالفعل في المدن المتضررة، وفي مارس ستبدأ إعادة الإعمار على أساس المعايير الجديدة الصارمة الخاصة باختيار الأراضي، وتتولى هيئة الإسكان الجماعي بناء المنازل.
شروط صارمة
من بين الشروط التي سيتم البناء على أساسها:
عند تحديد مناطق السكن الجديدة، ستُحدَّد جميع مخاطر الكوارث، والفحوص المورفولوجية والجيولوجية والجيوفيزيائية والجيوتقنية والهيدروجيولوجية والتكتونية الزلزالية للأراضي.
تستمر أعمال تقييم مقاومات التربة للزلازل عبر التقسيم الدقيق للمناطق والحفر الرأسي لأخذ عينات يدرسها المهندسون لتحليل وتصميم المباني.
وفقا للفحوص الأرضية على المناطق السكنية القديمة، ستُقيَّم الخيارات بما في ذلك حظر البناء وخفض كثافة المباني وتحديد عدد الطوابق.
في ما يتعلق بالأراضي، ستُحدَّد الأماكن التي لن يحدث فيها انزلاق للتربة، وهو مصطلح يشير إلى التربة المشبعة أو مشبعة جزئيا بالماء عندما تفقد صلابتها بتأثير إجهاد مطبّق كالاهتزاز عند حدوث الزلازل.
ستُحسَب المسافة من خطوط الصدع.
سيُطبَّق نظام التأسيس بالشبكة الخرسانية، ويكون النظام الوحيد لبناء الأساسات في جميع الهياكل.
ستُصمَّم الأماكن الجديدة وفقا لثقافة كل مدينة وطابعها الطبيعي والتاريخي، بالإضافة إلى تركيبها الديموغرافي.
لن يتجاوز ارتفاع المساكن 4 طوابق، إضافة للطابق الأرضي.
خلال كل مرحلة من إعادة الإعمار، ستعمل وزارة البيئة مع الجامعات والعلماء والمهندسين ومخططي المدن.
تحذيرات من التسرع
وحذر خبراء ومهندسون من إعادة الإعمار سريعا، حيث قال نصرت سونا، نائب رئيس غرفة المهندسين المدنيين: “عندما يقولون نبدأ البناء في شهر، فإننا ننتهي منه في عام. وعدم الانتهاء من التخطيط للمدينة يعني صراحة أن الكارثة التي نمر بها لم يتم أخذها في الاعتبار”.
وشدد على أن “وضع مخططات للمدينة فقط يحتاج إلى شهور، لأنه من الخطأ الفادح تجاهل تلك الخطط”.
كذلك، حذر ناجي جورور، عالم الزلازل التركي، من التسرع في بناء منشآت خرسانية في المناطق التي تعرضت لأضرار كبيرة، قائلا: “إذا لم تستخدم الخرسانة المسلحة مسبقة الصب، والمعدة منذ فترة، فلا تلجأوا لصب الخرسانة في الإنشاءات إلا بعد فترة من الوقت، لأن توابع الزلزال الصغيرة والكبيرة تحدث في كثير من الأحيان، وتسبب شروخا صغيرة، وتشققات وضعفا في الخرسانة المصبوبة”.
رامى بطرس
المزيد
1