كانت المناسبة هي عيد ميلاد ابنه الوحيد و اللي عمره 6 سنين. كان ناوي يعمله في بيته على الضيق، و كان عازم صديق فرنسي له، و كمان والدته.. أما والدة الطفل مكانتش من ضمن الحضور لأنهم منفصلين من فترة كبيرة، و بعد كذا سنة في المحكمة اتطلقوا..
وقتها طلب مني في الرسالة إني ما اعزمش روميو، و طبعا ده شيء بديهي خصوصا بعد تصرف روميو معاه.. بس كنت متمردة اروح لان أكيد روميو هيرفض، لكن بهدوء كده رحت أتكلمت مع روميو و قلت له:
كانت المناسبة هي عيد ميلاد ابنه الوحيد و اللي عمره 6 سنين. كان ناوي يعمله في بيته على الضيق، و كان عازم صديق فرنسي له، و كمان والدته.. أما والدة الطفل مكانتش من ضمن الحضور لأنهم منفصلين من فترة كبيرة، و بعد كذا سنة في المحكمة اتطلقوا..
وقتها طلب مني في الرسالة إني ما اعزمش روميو، و طبعا ده شيء بديهي خصوصا بعد تصرف روميو معاه.. بس كنت متمردة اروح لان أكيد روميو هيرفض، لكن بهدوء كده رحت أتكلمت مع روميو و قلت له:
“على فكرة المغربي عازمنا على عيد ميلاد ابنه إيه رأيك؟” طبعا ما كنتش أقدر أقوله إنه مش معزوم، لكن كنت متأكدة إنها الطريقة الوحيدة اللي هيقولي فيها أنا مش رايح و روحي انتِ..
و فعلا ده كان رده بالمللي، لكن مكانش مبسوط بس يكفي انه ما اعترضش..
و رحت جبت هدية للطفل و جه خدني من عند البيت وكان روميو واقف في الشباك بيغلي وكأنه بيقوله “نحن هنا”
و وصلت عنده البيت و كان بيته جميل و منظم جدا و فارشه حلو.. و بصراحة ذوقه عجبني جدا..
و استقبلتني أمه بالترحاب المغربي المعروف والكرم، بس مش عارفة ليه أول ما شوفتها ما استريحتلهاش و زي ما تكون حاجة جوايا قفلت منها بالرغم من ابتسامتها، بس عيونها كانت فيها حاجة غريبة.. ما حستش أي مشاعر حقيقية، و حاولت ما اركزش أبدا على الإحساس ده، بل بالعكس بينت إني سعيدة إني شايفة أم عربية فكرتني برضه بأمي و أنا شايفاها مخلية بالها من ابنها و بيته..
و جه الصديق الفرنسي و اللي كان كبير في العمر و قعدنا كلنا أتعشينا، و بعد العشاء جابوا التورتة و طفينا الشمع و رحت علشان أدي الهدية للطفل..
حسيته مش طايق نفسه و طفل له شخصية صعبة مع انه صغير في العمر، لكن كان بيتعامل بكبر شديد.. صعب علي، و قلت في نفسي:” يمكن انفصال باباه و مامته مأثر عليه.. يلا أنا مالي.. ده مش ابني في النهاية”..
و قعدت جنبي الأم بعد ما طفينا الشموع و بدأت تسألني أسئلة ملهاش أول من أخر كلها عن شغلي و حياتي، و طبعا كان باين علي جدا الحمل خصوصا إني خلاص بدأت أول يوم في في الشهر التاسع و هنا بصتلي وقالت لي:
“سعيدة في جوازك؟”
بصراحة سؤال غريب من واحدة أول مرة أشوفها و طبعا كان لازم أرد عليها و اقولها” الحمد لله”
و بدأت تنكش و تكلمني عن الشغل و سألتني:” أنا عرفت من أبني إنك كنتِ شغالة في شركة تأمين.. يا ترى هترجعي بعد إجازة الأمومة؟”
استغربت سؤالها جدا و قلت في نفسي أزاي عارفة النظام يعني ده زائرة، بس خليني أرد عليها سؤال بسؤال و سألتها وقلت لها:
“ خليني أنا اللي أسألك ..أنا حساكي عارفة كتير عن النظام الكندي .. ياترى جبتي المعلومات دي منين؟”
ردت و قالت لي:” بالنسبة للنظام الكندي أنا أصلا بقالي أكتر من 20 سنه عايشة في ايطاليا مش في المغرب، و عارفة النظام الغربي كويس و طول عمري بشتغل.. و على فكرة أنا باجي هنا زيارات و دايما بمد ال 6 شهور لسنة، و كل مرة بنزل شغل كمان حتى و أنا على فيزة زيارة”
كنت مستغرباها جدا خصوصا انها مش صغيرة في العمر و عدت ال 60 سنة، لكنها كانت متمسكة جدا بفكرة إنها تعمل فلوس لحد أخر لحظة في عمرها و ما ترتاحش أبدا، بالرغم إني عرفت من ابنها إن عندها بيت في المغرب و معاش لو عايزة تعيش مرتاحة، لكنها غاوية تعب…
كنت عايزة اهرب من أسئلتها الكتير و الحشرية جدا إني أتكلم مع روميو علشان ما يحسش إن الكلام خدني و إني ناسياه..
و بالرغم إننا كنا في الشتاء و كان لبسي بسيط جدا، بس بقدر الإمكان كنت رايحة عاملة شعري كويس، و حاطة مكياج خفيف و لابسة الطقم اللولي بتاعي و لقيتها بتقولي:
“بصراحة طريقة لبسك، و كلامك، و شكلك بيعجبني جدا، و واضح انك بنت عز ”
ضحكت و قلت لها:” أنا الحمد لله شفت عز كتير، لكن أنا بنت عادية و بسيطة، و مش بنت عز ولا حاجة أنا بس بنت ناس طيبين”
كانت مصممة تشوف صورة لي بفستان الفرح و أنا كعادتي ما بعرفش احرج حد و جبتلها الصورة اللي كانت عندي و محتفظة بها على الفيس بوك و لقيت عينيها نورت و قالت لي:” عروسة غزالة(جميلة بالمغربي) يا خسارة أبني ما لحقكيش!”
و هنا حسيت احساس غريب.. هل أبنها مثلا كان حاكيلها عن مشاعر من ناحيته لي؟ و لا ده بس رأيها الخاص! حاولت أتسحب كده و طلبت من الابن إني أمشي، و صمم انه يوصلني و كان معاه ابنه الصغير و إحنا راجعين..
كان بيتعامل معايا بمنتهى الهدوء و الشياكة، و كان هادي جدا.. و ما اتكلمش معايا غير في استعدادي النفسي لزيارة ماما، و كان بالنسبة لي هو ده فعلا موضوع الساعة..
و وصلني البيت و كانت الأم مدياني علبة كبيرة فيها نصيب روميو من الكيك، و حسيتها برضه حركة مغربية حلوة توضح كرمهم و أنهم بيفكروا في غيرهم..
و دخلت لقيت روميو على آخره و مش طايق نفسه و كان مستنيني علشان يبدأ يتخانق و أنا حاولت أكون هادية جدا لكنه كان مصمم يتخانق و قال لي:
“أنا قلت لك تروحي العيد ميلاد بس مش لازم تقعدي 3 ساعات و لا القعدة عجبتك؟!”
و بمنتهى الهدوء اعتذرت له علشان ما يبدأش خناق معايا و يمكن ده خلاه فعلا يهدأ، و ما يلاقيش حاجة يقولها لي .. بعدين دخلت جبت له الكيك و قعدت احكيله على مين كان موجود في عيد الميلاد بس ما عجبهوش أبدا وجود الأم و قال لي:
“مين عارف كانت بتقولك إيه.. يمكن كانت بتحاول تميل دماغك و تقنعك بابنها إنه يكون العريس القادم”
و بالرغم إني خدتها بضحك، بس من جوايا كنت مدياله الحق.. و فعلا كنت حاسة بكده من الست دي، بس كمان كنت حاسة إن لها مصلحة تانية معايا لكن في الوقت ده مكنتش لمساها، و بعدين هفهم هي عايزة مني إيه..
و خلاص عدى شهر فبراير ووصل شهر مارس و كان يوم 3 مارس اليوم اللي هتوصل ماما فيه كندا..
و قبلها كنت فرشت الأوضة و جهزتها لماما و رحت جبتلها بالونة حمراء على شكل قلب علشان لما استقبلها في المطار..
و استعدينا أنا و روميو من الصبح بدري و خدت معايا البالونة الحمراء، و جالنا المغربي علشان ياخدنا من عند البيت و استغربت جدا لما لقيت روميو خلاني اركب جنب الرجل و هو ركب وراء و قال لي:” اقعدي انتِ قدام”
و قعدت قدام و كان معظم كلام المغربي معايا، و كنت بحاول بأقصى ما عندي إني أشارك روميو الكلام معانا لأنه أكيد مش قاعد كمالة عدد يعني..
و وصلنا المطار و راح المغربي علشان يركن عربيته و بعدين رجع و فضلنا واقفين إحنا الثلاثة من الساعة 9 و هو الميعاد المتوقع للوصول .. و فعلا من أول الساعة 9:45 بدأنا لقينا كل ركاب مصر للطيران كلها بتطلع لحد طقم الطيارة كله و الطيارين والمضيفين و كل ده ماما ما طلعتش..
و بدأ روميو يتنرفز كالعادة و بدأت أسأل الاستعلامات واللي أكدتلي أن كل ركاب الطيارة نزلوا و خرجوا و كانت الساعة 11:30 ص وبصراحة بدأت أتوتر جدا أنا كمان..
و لكن أخيرا و بعد نص ساعة كاملة و في تمام الساعة 12 ظ هتطلع ماما.. يا ترى هتكون لحظة اللقاء عاملة إزاي خصوصا إني ما شوفتهاش من سنتين من ساعة أخر مرة ما جت زارتني في دبي في مارس 2016؟
المزيد
1