بجانب التصعيد العسكري المحتدم في شرق أوكرانيا، تتواصل حرب المبادرات والتصريحات بين موسكو وكييف بشأن من يقبل ويرفض السلام، وسط شروط “تعجيزية” لكل طرف؛ ما ينذر بأن عام 2023 لن يقل سخونة عما قبله.
بجانب التصعيد العسكري المحتدم في شرق أوكرانيا، تتواصل حرب المبادرات والتصريحات بين موسكو وكييف بشأن من يقبل ويرفض السلام، وسط شروط “تعجيزية” لكل طرف؛ ما ينذر بأن عام 2023 لن يقل سخونة عما قبله.
ومع اقتراب الذكرى الأول للحرب في أوكرانيا، التي اندلعت 24 فبراير 2022، أعلنت كييف رغبتها في عقد قمة سلام دولية، لا تحضرها روسيا.
ويستشرف خبيران في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، من الدعوة الأوكرانية، والردود الروسية عليها، اتجاه الحرب نحو التصعيد، مع عدم استبعاد انضمام دول أخرى إليها.
ماذا يحدث؟
في 25 ديسمبر، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، استعداد بلاده للتفاوض.
في 26 ديسمبر، تحدث وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا، عن أن بلاده تهدف لعقد قمة سلام بحلول نهاية فبراير في الأمم المتحدة، وأنه لا يمكن دعوة روسيا للقمة، إلا إذا واجهت محاكمات بتهم جرائم حرب.
في 27 ديسمبر، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن روسيا لا تتبع شروط الآخرين في التفاوض.
ردا على مقترح أوكرانيا بعقد قمة دون روسيا، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه إن لم تلبِ كييف مطالب بلاده، فسيتولى الجيش الروسي المسألة، متوقعا أن الغرب نفسه سيأتي للتفاوض بعد عجزه عن توجيه الاقتصاد العالمي.
تطورات الميدان
رغم أحاديث المسؤولين الأوكرانيين والروس، عن إمكانية المحادثات، لم تهدأ وتيرة القصف المتبادل، بل أخذت منحى تصعيديا الأيام الأخيرة.
احتدام القتال حول مدينتي باخموت في إقليم دونيتسك، وسفاتوفو في لوغانسك، شرقي أوكرانيا، بحسب وزارة الدفاع البريطانية.
تسبب القصف الروسي في تضرر 9 ملايين أوكراني بانقطاع الكهرباء، وفقا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
أعلنت الدفاع الروسية، إحباط هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على قاعدة إنغلز جنوب شرقي موسكو، ما أسفر عن مقتل 3 جنود روس.
في المقابل، قتلت روسيا، 40 عسكريا أوكرانيا في دونيتسك.
دمرت أوكرانيا، 5 وحدات من العتاد العسكري الروسي، في خيرسون جنوب أوكرانيا.
دمرت روسيا كل الجسور على على نهر دونيتسك، عدا جسر واحد.
وصول تعزيزات عسكرية أوكرانية إلى أفدييفكا وباخموت ولوغانسك.
4 أهداف للدعوة
يطرح محللون سياسيون تساؤلا حول جدية كييف في إعلان استعدادها للسلام، وفي نفس الوقت تدعو لقمة سلام بدون موسكو.
محمد رجائي بركات، خبير الشؤون الأوروبية، يرى أن دعوة كييف هدفها عزل روسيا، خاصة وأن زيلينسكي يرفض التفاوض دون انسحاب القوات الروسية، وهو ما يرفضه بوتين.
يفند، مسعود معلوف، الدبلوماسي السابق وخبير الشؤون الأميركية، 3 أهداف لكييف: هي إظهار أنها مع الحل السلمي، وأن هناك رغبة دولية تدعم ذلك، وأن تصدر القمة نداء جماعيا يدعو روسيا لإيقاف الحرب.
مسار المعارك.. إلى أين؟
مع دخول الحرب يومها 306، تتجه مؤشراتها إلى التصعيد بحسب المحللين:
معلوف يتوقع التصعيد، خاصة وأنه من المستبعد أن تقبل دول حليفة لموسكو المشاركة بهذه القمة، إذا لم تحضرها روسيا.
استمرار روسيا قصفها للمدن وشبكات الطاقة؛ لإخضاع أوكرانيا قبل وصول صواريخ باتريوت الأميركية إليها، وقبل إتمام تدريب القوات الأوكرانية عليها، وهو أمر يتطلب شهورا.
تسعى أوكرانيا من جانبها للاستمرار في القتال، خاصة بعد جرعة الدعم العسكري والمادي التي تلقتها من الولايات المتحدة أثناء زيارة زيلينسكي لواشنطن، وإقرار الكونغرس موازنة الدفاع التي ضمت 45 مليار دولار مساعدة لكييف.
يجد بركات أن سيناريو استمرار الحرب لمدة طويلة هو الأقرب، مع احتمال امتدادها لدول أوروبية أخرى، إذا لم تجد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حلال للأزمة ووقف القتال.
المصدر : أوكسيجن كندا نيوز
المحرر : رامى بطرس
المزيد
1