كانت القصة التاريخية و المؤثرة جدا هي قصة اغتيال يوليوس قيصر، و اللي وصفها شكسبير إنها أقبح عملية أغتيال في التاريخ.. القصة بالنسبة لي كانت لامساني جدا من نواحي كتير.. معنوية ومادية ولها بعد نفسي واجتماعي عميق جدا، يكمن في إننا ما نعلقش أحلامنا و آمالنا على شخص واحد لأنه لو خذلنا معناها انه قتلنا تمام زي ما حصل ليوليوس قيصر..
كانت القصة التاريخية و المؤثرة جدا هي قصة اغتيال يوليوس قيصر، و اللي وصفها شكسبير إنها أقبح عملية أغتيال في التاريخ.. القصة بالنسبة لي كانت لامساني جدا من نواحي كتير.. معنوية ومادية ولها بعد نفسي واجتماعي عميق جدا، يكمن في إننا ما نعلقش أحلامنا و آمالنا على شخص واحد لأنه لو خذلنا معناها انه قتلنا تمام زي ما حصل ليوليوس قيصر..
و لسرد القصة المؤثرة و اللي حابة جدا إني أشاركها مع الناس .. بتحكي إن لحظة اغتيال القيصر لحظة تاريخية توثق فيها لحظات الغدر و الخيانة لما الكل تخلى عن يوليوس قيصر، وكانوا كلهم من معارفه و أصدقاؤه اللي وثق بهم دايما، لكنهم اتفقوا عليه و وجهوا له الطعنات واحدة وراء التانية لكن من قوة يوليوس قيصر فضل واقف و ما وقعش و ما متش.. لحد لحظة حاسمة غيرت كل موازين حياته أو بمعنى أدق لحظاته الأخيرة و اللي كانت كلها تشبث بالحياة..
كانت اللحظة الحاسمة لما هجم عليه (بروتوس) ابنه بالتبني و ليس صديقه كما هو معروف .. هجم عليه (بروتوس) و طعنة الطعنة الأخيرة و للأسف يوليوس قيصر كان متخيل إن (بروتوس) جاي ينقذه، لكن طعنته كانت الأخيرة و اللي قضت عليه، و قبل ما يقع على الأرض قال جملته الشهيرة و هي :” حتى أنت يا بروتوس!!”
كنت بتخيل نفسي مكان يوليوس قيصر و إن الظروف والمحن اللي عدت علي كانت بمثابة الطعنات اللي عمرها ما قتلتني، و حتى الناس اللي وثقت فيهم و اتعاملت معاهم قبل كده كل طعناتهم كانت محتملة، لكن طعنة روميو من خيبة أملي فيه و صدمتي الكبيرة فيه جدا حاولت إنها ماتكونش زي طعنة بروتوس ، و حاولت إن ما يكونش عندي في قاموسي أي (بروتوس) في حياتي علشان ما تكونش الطعنة الأخيرة اللي تقضي على حياتي، و اللي حقيقي وصلتني لمبدأ أنا عايشة به من فترة كبيرة جدا و هو:
لا تعلق آمالك على حدث أو شخص حتى لا تخسر معركة الحياة و تحقيق الأهداف .. تخلص من فكرة إن يكون بروتوس هو من يقضي على معركتك، و إذا تعثرت خطواتك و ظننت إن النهاية قريبة لا تستسلم و حاول من جديد.
كنت بحاول أني ازرع فكرة إني استمد قوتي من نفسي.. و بدأت أتعلم كمان أن أفضل الأصدقاء لي هو نفسي، و أفضل الشركاء على الإطلاق..
و حقيقي المبدأ ده أنقذني كتير، و كان كفيل انه يطلعني من أي بحر من الظلام ويوصلني لشط النور بأمان و سلام..
بدأ تركيزي ينصب جدا على نفسي، و دائما أحفز نفسي بنفسي و ما ادورش على تشجيع و لا دعم حد لي.. و لو إن الجزء ده هو الأصعب، و مازالت بحتاج الدعم الخارجي و التشجيع من وقت لآخر..
و في وسط اللحظات دي جاتلي مكالمة من الشغل من مديرة الموارد البشرية و قالت لي:
“إحنا عندنا محققين من وزارة العمل بخصوص شكوى كنتِ عملتيها ضد الهندية”
قلت لها بكل برود”أه تمام.. أنا عملتها بعد ما انتِ ما جبتليش حقي فلجأت لهم، و كمان قالوا لي انهم هيحققوا بعد شهر علشان كده هم عندكم دلوقتي”
كان ردها فيه نبرة خوف و قالت لي:” بس أنا حاولت أساعدك و حققت، لكن الشهود ما قالوش اللي حصل فكان مطلوب مني إيه؟”
قلت لها:” انتِ دايما كان لكِ مواقف سلبية معايا، و كنتِ تقدري تتصرفي احسن من كده.. و ماتنسيش انك طلبتيني في مكتبك و قلتِ لي الموضوع يتقفل على كده، و ياريت لو حد سألك من الموظفين إيه اللي حصل ما تقوليش حاجة لان ده يعتبر نميمة و ترويج إشاعات .. فاكرة ولا ناسية؟”
قعدت تعتذر نيابة عن الهندية و كمان على طريقة كلامها معايا، لكن أنا كانت راسي ناشفة جدا و قلت لها:
“أنا مش هسحب أي شكوى و خلينا نشوف وزارة العمل هتعمل إيه.. أنا مقدمة طلب إني كنت معرضه للاضطهاد والتمييز في المعاملة بسبب اني ما عنديش تعليم كندي و خبرة كندية، و خلينا نشوف رأي القانون إيه في الكلام ده!! و طبعا مش رأيك انتِ لأنك ما بتمثليش غير نفسك و فقط”
و كشت في نفسها و حسيت من صوتها إني عملت لهم قلبان في الشركة، و خصوصا إن التحقيق كان هيستمر و المحققين رايحيين جايين.. و اهم شيء انهم قاعدين تحت ضغط عصبي، وأنا في البيت نايمة و متدفية، و مخليهم هم في موقف لا يحسدوا عليه..
كانت بتجيلي مكالمات من وزارة العمل تعرفني التحقيق وصل لحد فين.. و أحلى حاجة إن المحققين طلبوا يقعدوا كمان مع الهندية و يسمعوا لكلامها و اللي ما عجبهومش فعلا طريقتها وكانت تأكيد إنها مش بتحترمني، و لا بتتعامل معايا بمساواة.. و بناء عليه طلبوا من الشركة إنها تصدر لها (خطاب إنذار) و لو عملت كده تاني هتترفد و بلغوني بالكلام ده..
أما من ناحية الشركة: فبعتوا لي خطاب اعتذار رسمي، و كمان طرد كبير مليان هدايا لي و للبيبي اللي لسه ما اتولدش من احسن الماركات و من أغلى الأشياء..
و أخيرا و ليس أخرا، بعتوا لي ايميل بيفكروني فيه إن اول ما البيبي يتولد لازم أبلغهم علشان هيعملوا له كارت تأمين خاص يغطيه لغاية ما إجازة الأمومة بتاعتي تخلص.. و طبعا كارتي و كارت روميو كانوا اتجددوا و اتبعتوا بالبريد مع الطرد علشان نستمتع بخدمات التأمين الصحي الخاص اللي ملهاش أخر..
كنت حاسة إني خدت حقي و هنا بس قفلت ملف الشكوى، لأن مكانش فيه حاجة تانية عايزة اخدها من المكان ده.. و كفاية قرصة الودن دي لهم كلهم، بما فيهم مديرة الموارد البشرية اللي أتسلط عليها الضوء من مكتب إيطاليا و مكتب انجلترا، خصوصا إن النوع ده من الشكاوي بيوصل لأعلى الإدارات و بقت فضيحتهم بجلاجل..
و بدأت اكمل مستلزمات البيبي و رحت انا و رميو اللي حسيته بقى أهدى جدا اليومين دول، و كان بيحاول يحسسني قد إيه هو مساندني، و انه ندمان على طريقته معايا و انه هيتغير و هيثبت لي من هنا ورايح..
و بمنتهى البساطة و قفت و سألته:
“انت فاكر اسمي الحقيقي إيه الأول و لا نسيته؟”
وشه جاب الوان الطيف .. وفعلا كان ناسيه لدقايق، لكن أفتكره و قاله و كان محرج جدا مني..
ابتسمت ابتسامه تحمل معاني كتير.. من أهمها أنك أصلا مش فاكر اسمي الحقيقي، فإزاي هتفتكر وعودك معايا!!..
مسك أيدي و حاول يعيشني لحظات من الرومانسية و قال لي:
“معاكِ حق أنا غلطت كتير، لكن انتِ طبعك مسامح و عارف انك هتديني فرص تانية علشان اثبت لك قد ايه انا باقي على البيت ده، و إن أملي إني أحقق معاكِ كل الأحلام”..
رديت بفتور شديد و قلت له:” أتمنى”
لكن من جوايا مكنتش معلقة عليه أمالي و لا أحلامي، و ده أصلا لأني أنا اللي قتلت (بروتوس)، قبل ما هو اللي يقتلني..
و وصلنا ليوم 14 فبراير و اللي هيفاجأني روميو فيه بحاجة حلوة.. إيه هي المفاجأة، و ليه بالذات اليوم ده؟
المزيد
1