تابعنا بشغف شديد مباريات كندا في كأس العالم والتي جائت بعد غياب ٣٨ عام من اخر مشاركة لها في كأس العالم سنة ١٩٨٦ والتي توجت بها الأرجنتين.
بقلم – رامي بطرس
تابعنا بشغف شديد مباريات كندا في كأس العالم والتي جائت بعد غياب ٣٨ عام من اخر مشاركة لها في كأس العالم سنة ١٩٨٦ والتي توجت بها الأرجنتين.
لا شك من تابع كندا في تصفيات كأس العالم لاحظ تطور كبير في الكرة الكندية والتي تجلت بقوة بتصدرها التصفيات وهزيمتها للأمريكان، أقوي منتخبات المنطقة، “رايح جاي”، “وكنا مظأططين” ككنديين. وكان ظهور المنتخب الكندي في كأس العالم ظهور عجيب لا تسطيع ان تصفه في كلمة واحدة فتذبذب الأداء من مباراة بعد أخري حيرتني في وصف ما حدث من قوة أمام بلجيكا ثم خنوع أمام كروتيا ثم منتخب قوي له شخصيته أمام المغرب والذي خسر بأخطاء فردية. لكن في المجمل أستطيع أن أصف أنها تجربة مفيدة جدا لكرة القدم الكندية إذ لا يكون احتكاك حقيقي بكرة القدم العالمية مثل مباريات كأس العالم والتي تنافس فيها مع منتخبات عالمية وتواجه نجوم كبار.
ولكن لي بعض النقط التي أُعلق فيها علي المنتخب الكندي وأدائه دون الدخول إلي التكتيك وطرق اللعب لاني لست أرتقي كمحلل رياضي لأني غير مؤهل لذلك، ولكن كمتابع جيد للكرة الكندية عن قرب إذ كوني علي تواصل مع بعض دوائر المنتخب الكندي واستضافتهم في برامجي الأسبوعي “أوكسيجن مع رامي” بالاضافة إلي أن ابنتي تلعب في الدوري الكندي تحت ١٥ سنة.
رجوعا إلي أداء المنتخب الكندي في كأس العالم فظهوره في رأيي إنه كان أقوي من منتخب مصر في النسخة الماضية من كاس العالم. اذا لم يهب الفرق الكبيرة وضغط واستحوذ وحاول علي التهديف بصورة جماعية في مباراة بلجيكا وكان مبهراً وأضاع ضربة جزاء وهزم بعامل خبرة بلجيكا رجل أوروبا المريض. وإنهار الفريق ضد كرواتيا التي أحسنت أستغلال نقط الضعف في الفريق الكندي أما في مباراة المغرب، العظيمة، فاسترجع أبناء الشمال هذه الروح القتالية وبالأخص في الشوط الثاني. ولكني أري أن المنتخب الكندي أقل من نظيره السعودي والذي قدم كرة قدم رائعة وتغلب علي ميسي ورفقائه في مباراة تاريخية لن تُنسي من ذاكرة كرة القدم إذ قدم “الخضر” أداءً أوروبيا بروح حماسية فاجأت العالم كله. فكان عامل خبرة خوض مباريات كأس العالم لها تأثير مميز فأمريكا مثلا أستطاعت أن تتأهل رغم أن كندا نظريا أقوي منها لأنها فازت عليها في اخر مباراتين لهما في التصفيات.
ولعلي في السطور القادمة أضع بعض النقاط التي يمكن أن تركز الضوء علي بعض النقط الايجابية والسلبية في أداء منتخبنا الكندي الوطني:
• نحتاج إعداد أفضل: أري أن كندا فريق قوي ولكن تهاوي بدنيا في بعض أوقات مباراة بلجيكا وكرواتيا. وهذا شيءٍ لم نراه قط في كرة قدم شمال امريكا التي تعمد علي القوة البدنية بشكل كبير. وكنت أري أن عامل الأجواء في قطر الحارة نسبيا اثرت علي من يلعبون تحت -١٠ في بلادهم. فتوزيع الجهد كان مفقودا وبالتالي كان يجب علي فريق كندا أن يلعب مبارايات في أجواء حارة مماثلة حتي يستطيعوا إكتساب الخبرة اللازمة للعب بنفس الكفاءة طوال المباراة كما فعلوا في مباراة المغرب لانهم ببساطة أخذوا خبرة اللعب في مثل هذه الاجواء.
• المدرب هيردمان: حقيقي كان رائعا، فهو الوحيد عالميا من درب فريق الرجال والسيدات في كأس العالم وله اسم يحترم جدا في كندا. لم يهب الفرق واستخدم أسلوب الضغط العالي مع بلجيكا والمغرب والذي أحرج الفريقين إلي حد كبير وظهر بشخصية قوية ولكنها ليست فعالة. تشكيله كان مناسب الا في مركز واحد سوف اتكلم عليه لاحقا. ولكن في ظل ظروف تشكلية فريق لا يمتلكون الخبرة العالمية الا الفونسو ديفيز المحترف في بايرن ميونخ الألماني نستطيع أن نقول له صنعت أداء مقبول جدا.
• تشكلية المنتخب: هؤلاء اللعيبة من أبهروا العالم في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وفازوا بكل المباريات الا واحدة بعد ضمان التأهل. فالفوضى الديفيدي العائد من الاصابة وأشهر لاعبي كندا كان مؤثرا ويحل أول أهداف كندا في كأس العالم. وأبرز الخطوط الدفاع متمثل في هاتشستون المخضرم وميلير (الفدائي) وجونستون النشيط كانوا مقبولين جدا وأن كانت توجد أخطاء لهم فردية نتيجة عدم الاحتراف الخارجي في أوروبا. أما موهوبي خط الوسط والهجوم سواء هالويت أو بوكونان فأنا أرشحهم للإحتراف الخارجي لثقل موهبتهم الكروية. أما أضعف الخطوط هو حارس مرمي كندا بوريان المخضرم الذي افتقد الكثير من المرونة والتمركز الصحيح في كثير من اللحظات بإلإضافة إلي خطأه الكارثي في الهدف الأول. هو حارس جيد لكن لا يرتقي إلي مستوي حراسة كأس العالم. ولكني أحترمه علي المستوي الشخصي وتاريخه الكبير. اعتقد ان في كندا مستويات لحراسة المرمي أعلي منه فنيا و بدنيا.
• إفتقاد المخلصاتي: كثيرا ما نري نجاح الكنديين في توصيل الكرة في منطقة الـ١٨ أو مربع العمليات للخصم ولكن لا تثمر عن أهداف إلا في هدف الفونسو ديفيز في مرمي كرواتيا. فلا يوجد اللعب المحترف الدقيق الذي يسجل من أنصاف الفرص مثل ما فعل النصيري وزياش من المغرب مثلا.
• المساحات الفارغة: ظهرت كثيرا في مبارة كرواتيا و بلجيكا و تقلصت في مباراة المغرب ولكن بعظمة لاعبي المغرب استغلوا ما أتيحت من فرص قليلة للتهديف فيوجد مساحات بين الخطوط أدت إلي ظهور ثغرات خطيرة أستغلت من الخصم ولعل معظم الأهداف الي سجلت كانت بمرتدات نتيجة لثغرات ومساحات فارغة بين خطوط المنتخب الكندي.
في النهاية اعتقد ان كرة قدم كندا خطت خطوة قوية نحو العالمية يجب ان يكون التركيز علي الاحتكاك الاوروبي في الفترات القادمة و العمل علي زيادة الاحتراف الخارجي و الذي آري نشاطا ملحوظاً فيه علي مستوي الناشئين .
في الاخر أحب ان أرسل تحية خاصة للفرق العربية التي شرفتنا بأدائها مثل “المغرب الاوروبية” والتي تصدرت مجموعتها لأول مرة في تاريخ الدول العربية والاداء الأكثر من رائع من السعودية وتونس والذي أستطاعت أن يكتبا التاريخ بفوزهما علي الارجنتين وفرنسا. و تحية خاصة لقطر لتنظيمها الرائع والمبهر لبطولة كأس عالم مميزة اعتقد انه من الصعب تكرارها.
المصدر : اوكسجين كندا نيوز
المحرر : يوسف عادل
المزيد
1