و بدأت اعمل استعداداتي لحضور المعرض اللي كان مدته 4 ايام. كان المعرض اسمه (فوود افريكا) و كان مقره في القاهرة… و نسقت مع ماما و خالة من خالاتي الاثنين انهم يخلوا بالهم من ابني لمدة أربع أيام، و زادت عليهم كمان مرات أخويا اللي عرضت خدماتها، و بكده بقى في فريق عمل هيخلي باله من الأستاذ ماريو لحد ما مامته تروح المعرض و ترجع..
و خدت القطر و هي الوسيلة المفضلة لي للسفر إلى القاهرة، و وصلت بعد رحلة سلسة و جميلة..
و بدأت اعمل استعداداتي لحضور المعرض اللي كان مدته 4 ايام. كان المعرض اسمه (فوود افريكا) و كان مقره في القاهرة… و نسقت مع ماما و خالة من خالاتي الاثنين انهم يخلوا بالهم من ابني لمدة أربع أيام، و زادت عليهم كمان مرات أخويا اللي عرضت خدماتها، و بكده بقى في فريق عمل هيخلي باله من الأستاذ ماريو لحد ما مامته تروح المعرض و ترجع..
و خدت القطر و هي الوسيلة المفضلة لي للسفر إلى القاهرة، و وصلت بعد رحلة سلسة و جميلة..
و استمتعت بكل لحظة من لحظات سفري في القطر.. خصوصا انها سفرية مريحة و هادية.. فكرتني بأيام الحرية لما كنت لسه لوحدي، و بسافر الدنيا كلها.. أو زي ما بيتقال واخداها بالطول و العرض..
و وصلت القاهرة ميدان رمسيس، و طبعا زحمته المعهودة اللي كفيلة تفصل اي حد عن اي حاجة، و تخليه يتوتر..
و قبل ما اتوتر طلبت أوبر، و اتجهت على الفندق الخمس نجوم اللي كان مدفوع من إدارة المعرض
و رتبت حاجتي في الاوضة، و نزلت اتمشى شوية في الفندق، بعدين رحت ع الساونا، و الجاكوزي، و ختمتها بحمام السباحة
و اتعشيت كمان في الفندق، وبدأت اتعرف على الوفود اللي كانت من كل بلاد العالم..
و استلمت الكتالوجات، و كل المعلومات الخاصة بالمعرض استعداد اني اروح بكره الصبح
و اتقابلت مع ناس كتير جدا في الاتوبيس اللي إدارة المعرض قررت انها تبعت الوفود فيه .. و كان عدد الاوتوبيسات 3
كانت قصة الاوتوبيسات دي لطيفة لان كل يوم من أيام المعرض كنت بتعرف من خلاله على ناس جديدة،و مش هي هي نفس الناس
و اتعرفت على ناس من فرنسا، و من تونس، و من السودان، و من الولايات المتحدة الأمريكية
و حاولت الاقي الوفد اللي كنت بعتاه من كندا، لكن كان فص ملح و داب، و فضلت انا الممثلة الوحيدة لدولة كندا
كان المعرض ضخم، و تنظيمه رائع
و اتعرفت على شركات كتير جدا، و حضرت كل الاجتماعات ال B2B اللي ادارة المعرض نسقتها
كان وقت المعرض من 9 ص-6 م، و كان دايما الغداء هناك
اما العشاء فكان دايما في الفندق بعد ما بروح حمام السباحة، و اختم بالساونا و الجاكوزي
كنت حاسة ان الاربع ايام دول إجازة حقيقية بالنسبة لي، و في نفس الوقت اتعرفت على مئات الشركات المصرية، و المؤسسات المشاركة
وأصبح عندي حصيلة هايلة من الموردين في حال اتطلب مني في كندا اي طلبية أو منتج مصري
و على الحظ و انا في المعرض جاني طلب من كندا
كانت شركة ايطالية كندية، و كانت بتدور انها تستورد زيتون اخضر و اسود في محلول ملحي
و استغليت الفرصة الذهبية و و جودي في المعرض و تقريبا اتعرفت على كل موردين الزيتون في المحلول الملحي
ووعدوني انهم يبعتوا لي عروض اسعار بعد المعرض
و انتهى المعرض الجميل، و شكرت إدارة الفندق و إدارة المعرض، و رجعت على اسكندرية بشنطة سفر مليانة عينات، و اغلبها زيتون في محلول ملحي
و كمان رجعت بمئات الكروت الخاصة بالشركات و المؤسسات اللي قابلتها في المعرض، وكمان معظم ممثلي الوفود الخارجية اللي حضرت المعرض..
و سيبت القاهرة فورا لان اسكندرية وحشتنى .. خصوصا اني طول عمري شايفة ان القاهرة بالنسبة لي بخلص فيها شغل او مصالح و بعدين اجري على البحر .. بحر اسكندرية… زى السمكة لما ترجع المياه بتاعتها..
و رجعت السمكة على إسكندرية، و كنت حاسة ان الاربع ايام دول فارقين معايا جدا خصوصا ان ابني وحشني جدا لأني مش متعودة ابعد عنه ابدا..
و افتكر اني رجعت نفس اليوم اللي انتهى فيه المعرض، و وصلت اسكندرية الساعة 3 ص، و حس ابني بوجودي، و كانت فرحته عارمة
و من استقباله لي دمعت عيوني، و حسيت قد ايه الطفل ده مالوش فعلا في الدنيا غيري
و ضميته في حضني و انا فرحانة به، و كنت بشوف فيه انه اكبر هدية ربنا بعتهالي علشان يعوضني به عن حاجات كتير
و برجوعي اسكندرية قررت اني ازور كل أفراد عيلتي خصوصا الكبار منهم، و اللي مش سهل انهم ييجوا يشوفوني
و كمان قررت اني اروح اقضي كم يوم و اقسمها بين خالاتي المقربات.. و بدأت بخالتي الجميلة اللي جاتلي ايام دبي …و اللي كانت بطلة في رحلتي إلى أسوان.. ايام ما نزلت انا و هي علشان نحضر فرح المحاسب اللي كان معايا في المكتب التجاري في دبي..
و نزلت عندها انا و ماريو، و كعادتها كانت شايلانا من على الارض شيل
و بدأت تفنن و تبدع في الاكلات، و الحلويات اللي كانت مشهورة بها
علاوة على الهدايا اللي كانت جايبهالي انا و ابني، و اتكسفت منها جدا و قلت لها:
“يا خبر يا خالتو مين اللي يجيب لمين؟”
و ردت و قالت:” انتِ بنتي .. انتِ عارفة غلاوتك عندى قد ايه ربنا اللي يعلم”
وحضنتها وقلت لها”و انا الحضن ده عندي بالدنيا وما فيها”
و جم ولاد خالتي الطيبة الحنينة .. بنتين و ولد ..
كانت الصغيرة اصغر مني ب 3 سنين و الاقرب لي، و الكبيرة اكبر مني ب 3 سنين، و اخوهم اكبر مني بسنتين تقريبا
كنت حاسة معاهم اني وسط عيلتي التانية، و ولاد خالتي هم اخواتي خصوصا الصغيرة الطعمة
و قضيت معاهم ايام جميلة، و ابني كان مبسوط و مزقطط على الآخر خصوصا و هو بيلعب مع اطفال بنت خالتي الكبيرة
و بعد كم يوم لمينا حاجتنا عشان اروح بابني على خالتي التانية اللي بحبها جدا
و وصلتني خالتي الحنينة، و قبل ما تمشي جريت عليها و حضنتها حضن جامد أوي .. و مكنتش اعرف ان ده اخر حضن هحضنه لها.. و لا دي أخر مرة اشوفها فيها.. لأنها اتوفت بعد كده و انا في كندا، بس بعد التاريخ ده بسنه و 11 شهر..
و غابت خالتي عن عيوني، و ودعتني بحضن دافي و ابتسامة جميلة… و فضلت دايما دي اخر صورة فاكراها لها..
و طلعت عند خالتي الثانية.. خالتي اللي مكنتش دخلت بيتها من اكتر من 20 سنة
كان السبب ان كل مرة ما كنت بنزل أيام دبي كانت لسه هي في الكويت، و لما نزلت من كندا المرة اللي فاتت هي اللي جاتلي و قعدت معايا و ده اصلا طبعها..
خالتي دي مثال للبساطة و الطيبة في انقى صورها، و عمرها ما حاسبت حد مين سأل عليها و مين لأ.. و هي دايما اللي بتسبق بالسؤال، و الخير، و الود، و الهدايا..
ودخلت بيتها.. و حسيت اني رجعت ل 20 سنه وراء.. ايام ما كنت لسه ف الجامعة و عندي 17 سنة
و استقبلني جوزها بحفاوة و ترحاب كبير، و هو قدوة كبيرة لي في قوة الشخصية والناس اللي يتقال عليها (له هيبة)
كان ظابط جيش و رتبته كبيرة، و حتى بعد التقاعد فضل دايما بشخصية الظابط مع كل اللي حواليه..
و كانت من اهم مميزاته انه بيساعد اي حد مالوش صوت او ضعيف ..و النقطة دي خلته في عينيه كبير جدا، و يمكن انا اتعلمتها منه.. هو و بس ..
و عشت معاهم ايام في الجنة، و كنت مزقططة جدا انا و ماريو
و كملت الجولة و رحت عند بيت جدي و زرت خلاني اللي لسه عايشين فيه، و رجعت لأيام الطفولة لما كنت بروح العب مع اطفال العيلة عند بيت جدي القديم
و زرت بقية الخيلان، و خلصت الجولة العائلية بعد 10 حافلة متوزعة في حب العيلة
و رجعت عند بيت اخويا، و حاولت اركز ان اخر 10 ايام اكون فيها مع أسرته و مع ماما
و قضينا وقت حلو، وخرجنا، و اتفسحنا، و ضحكنا …
و قررت اني انا و صديقتي المقربة اننا نعمل جولة سكندرية بحته
و نزلنا فطرنا عند (ديليس) جاتوة، و بعدين رحنا شربنا القهوة من عند (البن البرازيلي)، و اتمشينا شوية على الكورنيش لحد ما وصلنا للقلعة.. و من هناك خدنا الحنطور، و رجعنا به تاني على محطة الرمل، و اتغدينا عند حبيب قلبي (محمد أحمد).. اللي بس دخول المكان عنده كفيل انه يرجعني لكل ذكرياتي الحلوة في مدينتي الجميلة الساحرة..
و كملت اليوم عند الصديقة العزيزة، و عشتني اكلة سمكة صح في البيت عندها… و دي عادة الاسكندرانية انهم يشتروا السمك من الحلقة، و ياكلوه في البيت..
و بعدها حضرنا عيد ميلاد اولاد اخويا الحلوين، و ختمت ماما اقامتي السعيدة بأكلة كواره يمكن اخر مرة كنت كلتها كانت مثلا من 18 سنة فاتت..
و قبل ما امشي بأيام كنت دفعت مقدم الشقة الجميلة اللي بقت من اكبر احلامي في الفترة دي.. و بكده حطيت نفسي على الطريق ده، وبدأت أعيش مرحلة التزام جديدة علي و سألتني ماما:” بس انتِ قد الخطوة الكبيرة دي؟ و الالتزام المادي ده؟”
قلت لها:” قدها و قدود، و هتشوفي هوصل لبقية المبلغ في 3 سنين زي ما اتفقنا”
و شكت ماما في كلامي لانها عارفة الظروف، اما انا فصدقت احلامي و عزيمتي لاني عارفاهم اكتر من ماما بكتير..
و و دعت اخويا و أسرته الجميلة، و حضنت ماما جامد، و قلت لها:
“هتوحشيني يا ماما أوى.. اشوف وشكم على خير”
و نزلت على السلالم و معايا اخويا و ابني .. و كان اخويا معايا لحد ما ركبت العربية اللي طلبها لي علشان توديني المطار..
و بدأت تتحرك العربية، و فضلت ابص ورايا على الشوارع و البيوت علشان املي عيني منهم قبل ما امشي
و عدت العربية كمان قدام شقة احلامي، و خليتها تقف شوية علشان املي عيني من حقيقة حلمي الكبير
و كملت العربية.. و خدت طريق الكورنيش، و فتحت الشباك بالرغم من برودة الجو اللي بالنسبة لي ادفى من أي مكان في الدنيا
و بصيت على البحر.. لقيته ما بيضحكش زي تمام.. مكنتش بضحك.. و انا و هو عارفين السبب
اني ماشية بعيد عنه، و هوحشه …تمام زي ما هيوحشني
و فضلت ابص عليه.. لحد ما اختفى عن عيوني
و ركبت الطيارة، و بصيت على بلدي كلها من فوق
و غصب عني ودعتها بدموعي .. لحد ما بعدت خالص عنها
و كأن كلمات أغنية مدحت صالح – أشوفكم بخير- اتكتبت علشاني و هو بيقول:
اشوفكوا بخير وسامحوني محدش يزعل اني سبتكم ومشيت
اشوفكوا بخير وافتكروني، وسايب ذكريات واكوام من الحواديت
سلامي لكل واحد له غلاوة ولكل لحظة عشتها وذكرة طلعت بيها
سلامي للبراءة والشقاوة والسلام امانة للأماكن اللي روحنا فيها
و في خلال السفرية، و بعد الساعات الأولى.. بدأ ابني يجري، و انا اجري وراه
لحد ما هيحصل موقف هيخليني انسى فيه ألم الوداع، و انا ماشية من مصر
يا ترى ابني عمل إيه؟
المزيد
1