كان يوم 21 يوليو يوم كالعادة ما قدرتش انساه.. لانه يوم ما سافرت ماما و سابتني.. بس المرة دي هتسيبني اواجه حياة السينجل مام، او الحقيقة اللي كنت بهرب منها دايما و أقول أنا مش سينجل مام، لان ماما معايا أهو و واخدة بحسي..
لكن مهما حاولنا نهرب من الواقع بيلحقنا، و على قد ما احنا عايشين في الأحلام غصب عنا لازم نصحى منها
و قفلت ماما الشنط، و فضلت باصة عليها وأقول لنفسي:” يا ترى حياتي هتكون عاملة إزاي لما تمشي وتسيبيني؟”
كان يوم 21 يوليو يوم كالعادة ما قدرتش انساه.. لانه يوم ما سافرت ماما و سابتني.. بس المرة دي هتسيبني اواجه حياة السينجل مام، او الحقيقة اللي كنت بهرب منها دايما و أقول أنا مش سينجل مام، لان ماما معايا أهو و واخدة بحسي..
لكن مهما حاولنا نهرب من الواقع بيلحقنا، و على قد ما احنا عايشين في الأحلام غصب عنا لازم نصحى منها
و قفلت ماما الشنط، و فضلت باصة عليها وأقول لنفسي:” يا ترى حياتي هتكون عاملة إزاي لما تمشي وتسيبيني؟”
و نزلنا و اتجهنا للمطار، و كالعادة فضلت اني اكون انا و ماما لوحدنا، و البيبي في الحضانة..
حاولت استغل كل دقيقة و اعيشها لحد النهاية.. لحد ما جت أصعب دقيقة تمام زي ما سافرت ماما المرة اللي فاتت
وكالعادة حاولت أبان جامدة و دموعي ما تنزلش علشان ما اشوفش دموع ماما، و فعلا نجحت في ده..
و مشيت ماما و اديتني ضهرها، ومشيت انا كمان و اديتها ضهري، و مقدرتش ابص ورايا ابدا..
و برغم اني عرفت اجمد دموعي، إلا أن قلبي هو اللي كان بيبكي المرة دي.. و كنت حاسة بضرباته القوية جدا.. لدرجة اني قعدت بره قدام المطار، و حضنت نفسي، و قعدت أطبطب عليها، و اللي بقت عادة عندي خلاص..
و مقدرتش اجمع قوتي اني اقوم علشان ارجع البيت.. و فضلت قاعدة ابص على اللي رايح واللي جاي، و انا سرحانة، و مشتتة، و خايفة.. الخوف اللي بحس به لما ماما بتكون معايا، و بتمشي و تسيبني اواجه مصير مجهول، وحياة بخاف منها حتى لو ما بظهرش ده..
و يمكن الحاجة اللي قومتني في اللحظة دي كانت عبارة عن مكالمة غير متوقعة
كانت المكالمة من الممرضة اللي كانت بتعملي زيارات منزلية من ايام و انا حامل، و كمان بعد ما ولدت
و لأنها كانت عارفة ان ماما ماشية في اليوم ده فكلمتني، و سألتني:
“ماما سافرت؟”
و أول ما رديت عليها وقلت لها “اه ماما سافرت ” قعدت أعيط.. لدرجة ان الست قلقت علي جدا، و قالت لي:
“طيب انا جايالك.. انتِ فين؟”
قلت لها:” عند المطار”
وقتها ما رحتش بعربيتي فكنت اصلا مستنية الاوتوبيس، لكن الممرضة جاتلي في زمن قياسي، و خدتني في عربيتها، و رحنا قعدنا في مكان قريب من بيتي..
و قالت لي:” انا عارفة انه صعب بس ما تخافيش.. انا هساعدك على قد ما اقدر”
قلت لها:” طيب ماشي..”
قالت لي:” انا اصلا من فترة كنت قدمت لك على خطاب توصية referral لمركز اسمه VHA ..”
قلت لها:” طيب و المركز ده بتاع إيه؟”
قالت لي:” فيه خدمات كتير و كلها مجانية، لكن انا قدمت لك على خدمة مساعدة لسينجل مام.. هتجيلك واحدة مرتين في الاسبوع تقعد معاكي 3 ساعات، و تساعدك مع البيبي، و انتِ ممكن ترتاحي خالص من مهامه. يعني تأكله، تلعب معاه، تحميه .. الخ”
قلت لها:” طيب حلو الكلام ده”
و برغم ان البيبي كان بيروح الحضانة، إلا أن الخدمة دي برضه كانت حلوة، و الاهم ان حد كبير يكون قاعد معايا و اتكلم معاه..
و بدأت فعلا الست تيجي.. كانت الست اثيوبية، و شكلها طيب، و بشوشة جدا..
و دخلت البيت عندي، و بدات معايا بتنظيم أوضة البيبي، و ان احنا نعمله روتين مسائي يمشي عليه
و كانت بتسألني:” المكان الجميل اللي عندك ده ما بتنزليش تتمشي فيه؟”
ارد و اقول لها:” في الويك اند بس، لكن طول الاسبوع بشتغل”
قالت لي:” اعتقد لو ظبطت معاكي موضوع نقل الحضانة هيفرق معاكي كتير لأنك ممكن تشتغلي من البيت بحكم فهمي لطبيعة شغلك”
قلت لها:” اه بالظبط، لكن الحضانة ما ردتش”
قالت لي:” لازم تفضلي وراهم.. واتصلي بهم دايما، و ماتنسيش شهر سبتمبر قرب، و ده الشهر اللي بتفضى فيه اماكن دايما”
كان كلامها صح، و نصيحتها من ذهب، و لما نفذتها هحقق الهدف اللي استنيته 5 شهور كاملين..
كنت بشوفها و هي بتتعامل مع (ماريو)، و كنت بحس قد ايه هي شاطرة و متمكنة، و كمان نظيفة و مرتبة جدا…
و بدأت تعلمني حاجات كتير عن تنظيم البيت و ترتيبه.. لأنها من الحاجات اللي انا مش متميزة أوي فيها بصراحة
كان وجود الست دي حتى لو مرتين في الاسبوع جميل و مبهج …مش علشان بتساعدني مع البيبي، على ما قد كنت بتعلم منها.. و كنا بنتكلم مع بعض.. كانت طيبة جدا، و روحها حلوة، و ما بتبخلش علي بأي معلومة..
و خلص شهر يوليو، و بدأ شهر أغسطس..
و لان النهار طويل جدا.. كنت بحاول بعد ما ارجع من الحضانة، و من شغلي اللي كان من خلال المكتب القريب حضانة ابني ،اني الاقي الوقت و اتمشى عند البحيرة.. البحيرة اللي بقيت حافظة كل تفاصيلها و طيورها.. و المدهش اني كنت اول مرة اشوف صغار البجع، و اللي كانوا طلعوا للنور في شهر ابريل، و في شهر أغسطس كانوا كبروا شوية. و برغم ان البجع الكبير أبيض، إلا أن الصغيرين لونهم رمادي، وشكلهم مختلف تماما..
كانت التمشية دي سحرية بالنسبة لي، و بدأت أحس انها اكتر حاجة بتجدد طاقتي، و تنعش روحي..
و تزامن مع الأجواء دي عيد الأضحى، و المرة دي احتفلت به مع الست الأثيوبية الطبية، و عملت فتة العيد اللي عجبتها جدا..
كانت الست بتعلمني كمان اني اخلي البيبي يعتمد على نفسه في الأكل.. و فعلا كان بيستجيب جدا، و كان بيستمتع انه ياكل لوحده من الوقت ده.. يعني كان يا دوب عنده سنه و 4 شهور..
لكن عن ماديات شهر أغسطس فمكانتش حلوة.. و ده لان شركة مدغشقر انتهى التعاقد بتاعها، و شهر أغسطس دخل علي وانا معنديش فيه أي تعاقد.. وده معناه كارثة حقيقية..
طيب الايجار مقدور عليه، لكن العربية اجيب قسطها منين ؟ و تأمينها؟ و الأكل؟
و افتكرت كلام ماما، لكن حاولت ما استسلمش لفكرة اني مثلا مش لاقية فلوس .. لأن أهم حاجة الشغل، و هو اللي بيجيب فلوس..
و لأني مكنتش سايباها للظروف، فكنت بالفعل من بداية شهر يوليو بحاول اظبط تعاقد جديد، و كمان حاولت أدور على شغلانة بارت تايم تمشي مع شغلي بتاع الإستشارات؟
يا ترى إيه هو التعاقد الجديد؟ و إيه طبيعة الشغلانة البارت تايم اللي ممكن اشتغلها؟
المزيد
1